فى جزئه الرابع استطاعت سلسلة «توايلايت» THE TWILIGHT SAGA أن تحافظ على نجاحها الكبير الذى حققته طوال الأعوام الماضية ومنذ تقديم أول أجزائها، فقد حقق الفيلم فى أول أيام عرضه 138 مليون دولار فى أمريكا الشمالية، بينما عرض الجزء الأول من السلسلة«TWILIGHT» عام 2008، وحقق مليارى دولار فى جميع أنحاء العالم، وفى العام الذى يليه عرض الجزء الثانى وحمل اسم«NEW MOON»، محققا 709 ملايين دولار فى أمريكا الشمالية وحدها، وفى عام 2010 عرض الجزء الثالث باسم«ECLIPSE» وحقق 699 مليون دولار فى أمريكا أيضا.
الفيلم الذى يعرض تجاريا فى مصر تحت الاسم التجارى «الجميلة ومصاصى الدماء - الفجر المشرق» يقدم بنفس بطليه «كريستين ستيوارت» و«روبرت باتينسون»، ويتطرق لتوابع لزواج «بيلا» البشرية و«إدوارد» مصاص الدماء وميلاد طفلهما، ويعتبر عدد من المنتجين فى هوليوود نجاح «توايلايت» علامة فارقة فى السينما الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، ليس لتقديمه بممثلين جدد وغير معروفين من قبل بالنسبة للجمهور، وتقترب أعمارهم من العشرين عاما فقط، ولكن لإثبات هؤلاء الممثلين موهبتهم وقدرتهم على اكتساح شباك التذاكر ومنافسة كبار النجوم، وأيضا تقديمهم لعمل تتنوع فيه الدراما بين الخيال والرومانسية والأكشن.
وقد تسبب النجاح المدوى للفيلم، إلى جانب عدد من الأفلام التى قدمها نجوم شباب أو وجوه مغمورة ظهرت على الشاشة لأول مرة مثل«HANGOVER» و«PARANORMAL ACTIVITY» فى دفع الاستديوهات المنتجة فى هوليوود لإعادة حساباتها والتفكير فى مسألة الأجور الباهظة، التى يحصل عليها نجوم الصف الأول فى السينما الأمريكية، أو من يطلق عليهم«A- list» -الذين لا يقل أجر الواحد منهم عن 15 مليون دولار - ومحاولة تخفيضها أو تقليص الاستعانة بنجوم الشباك، واستبدالهم بالوجوه الجديدة طالما تقبلهم الجمهور وقدموا بمساندة عناصر فنية مميزة ممثلة فى السيناريو والإخراج والمؤثرات الخاصة، وذلك كنوع من تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية التى ألقت بظلالها على صناعة الأفلام وتكلفتها، وكذلك كنوع من الحد من سطوة نجوم الصف الأول الذين يشترط بعضهم الحصول على 20% من عائدات أفلامهم.
فى الوقت الذى شهدت فيه السينما الأمريكية ظهور نماذج ناجحة أذهلت النقاد وصناع الأفلام أنفسهم وتجاوزت إيرادات تلك الأعمال ملايين الدولارات، بل وحققت نجاحا خارج الولايات المتحدة فى عدد من الدول، وهو ما أرجعه عدد من خبراء السينما إلى احتوائها على قصة جيدة قدمت بشكل متميز استطاع استدراج الجمهور إلى قاعات العرض دون النظر إلى أسماء من يقدمونها أو معرفة الجمهور بهم.
ويعلق «بيتر جوبر»، رئيس شركة «ماندالاى بيكتشرز»، والرئيس السابق لشركة «سونى بيكتشرز» الإنتاجية: أفلام الصيف الماضى التى حققت نجاحاً كبيراً خلت من أسماء النجوم، ولم يقد النجوم شباك التذاكر.
كما أن مبيعات الـ«DVD» والألعاب الالكترونية انخفضت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وفقا لما ذكره «بوب إيجر» رئيس شركة «ديزنى» الذى قال فى مؤتمر صحفى عقده منذ فترة أن انخفاض هذه المبيعات جرس إنذار لصناع الأفلام، ويدفع لإعادة التفكير ليس فقط فيما ننفق فيه أموالنا، ولكن أيضا فى طرق توزيعها وبيعها.
ويعلق «تيرى هانر»، أحد منتجى هوليوود: لماذا ندفع أموالا إلى نجوم لا يحققون العائد منهم؟، خاصة أن الأزمة الاقتصادية خيمت بظلالها السوداء على العملية الإنتاجية، وبات من الضرورى تقليل الميزانيات لمواجهة تداعياتها، والوجوه الجديدة لا تكلف كثيراً، كما أنه يمكن الاستثمار فيها، فهم بعد سنوات قليلة سيصبحون نجوما ومعروفين للجمهور، فقط يحتاجون الخبرة والنصوص الجيدة والإخراج المميز الذى يبرزهم. وفى حين يقترح بعض الخبراء اللجوء إلى تقليل أجر النجم أو نسبة العائدات، التى يحصل عليها فى حال انخفاض إيراداته، يضرب آخرون مثالا بالأفلام التى قدمت بممثلين مغمورين لكنها حققت نجاحاً عالمياً مدوياً وشهرة لأبطالها وصناعها إلى جانب حصد بعض جوائز الأوسكار مثل سلسلة «هارى بوتر»، التى قدمت قبل سنوات بثلاثة أطفال بريطانيين هم «دانييل راد كليف» و«إيما واطسون» و«روبرت جرينت»، والتى بمجرد نجاح أول أفلامها وتحقيق شعبية بين الجمهور ارتفعت الميزانية المقدمة لباقى أفلامها فيما بعد، وكذلك سلسلة «ملك الخواتم» قبل ما يزيد على 10 سنوات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]